کد مطلب:335824 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:156

محاورة ظریفة
إن أبا حنیفة أسمع بهلول بن عمرو وكان قد مر به. قال: لقد تكلم جعفر

الصادق بن محمد بثلاث مسائل ما یعجبنی كلامه فیها. یقول إن أفعال الخلق مستنده إلیهم مع أن الآیات دالة علی أن الله فاعل كل شئ. ویقول: إن الله موجود لكن لا یراه أحد لا فی الدنیا ولا فی الآخرة. وهل یكون موجود من لا یری..؟ ما هذا إلا تناقض، ویقول: أن الشیطان خلق من النار ویعذب بالنار، فكیف یعذب الشئ بجنسه؟ فما كان من بهلول إلا أن تناول حجرا وضرب به رأس أبی حنیفة وشجه. فذهب إلی القاضی یشتكی منه فأحضرهما القاضی وقال لبهلول: أأنت ضربته..؟ قال: نعم. قال له: ولم؟ فقال: أیها القاضی إن هذا الرجل غلط جعفر بن محمد فی ثلاث مسائل فهاكها فی الرد علیه: الأولی: إن أبا حنیفة یزعم أن الأفعال لا فاعل لها إلا الله فهذه الضربة من الله فما تقصیری..؟ الثانیة: یقول أن كل موجود لا بد أن یری فهذا الوجع الذی فی رأسه موجود لكن لا یراه أحد. أهو أبیض أم أسود..؟ الثالثة: یقول إن الشئ لا یتعذب بجنسه وهو مخلوق من التراب وهذا الحجر من التراب أیضا فكیف یتعذب بجنسه..؟



[ صفحه 282]



فلم یدر القاضی ولا أبو حنیفة بماذا یجیبان.